طارق بهجات _ تواصلت ردود الأفعال العربية والدولية تجاه ما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني،
من قوات الاحتلال الصهيوني بمصادرة الممتلكات ومحاولة تهويد المسجد الأقصى بالتقسيم الزماني والمكاني، ما نجم عن “طوفان الأقصى“.
الأمر الذي أدى ببعض الدول في أوربا وأمريكا للكشف عن وجهها القبيح بمساندة جيش الاحتلال ودعمه بتحريك قطعها البحرية لحماية قوات الاحتلال،
بينما تم الصمت لسنوات عن سرقة حقوق شعب بكامله وأسر وقتل الآلاف من شبابه،
فضلاً عن إهدار لعشرات القرارات الأممية والاكتفاء بإدانات كلامية ما ينم عن مدى الانحطاط الدولي في التعامل والكيل بمكيالين تجاه ما يحدث في الأراضي العربية المحتلة.
وحذرت مصر من “عواقب وخيمة” لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، منذ فجر السبت الماضي،
وأكد الأزهر الشريف أن ما يمارسه الكيان الصهيوني من قتلٍ وتخريبٍ وإرهابٍ هو وصمةُ عار يسطرها التاريخ بعبارات الخزي والعار على جبين الصهاينة وداعميهم،
منتقدًا التغطيات الإعلامية الغربية المُتعصبة والمُتحيزة ضد فلسطين وأهلها.. وهي أكاذيبُ تفضح دعاوى الحريات التي يدعي الغرب حمايتها.
وجدد تحيّتَه لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديرَه لتشبثهم بأرضهم الغالية وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها مهما كان الثمن والتضحيات فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ،
ويوجِّه الأزهر رسالته لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حِمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين،
واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالًا لها إلى الأبد.
“الأزهر”: التاريخ لن يرحم المتقاعسين
وأوضح الأزهر في بيان له-أن منعَ وصول إمداداتِ الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية عن قطاع غزة،
وخاصة المستشفيات والمراكز الصحية كلُّ ذلك هو إبادةٌ جماعيةٌ وجرائمُ حربٍ مكتملةُ الأركان.
الخارجية المصرية: الوضع خطير
من جانبه وصف سامح شكري وزير الخارجية المصري، الوضع الإنساني في قطاع غزة بالخطير،
مشددًا على أهمية تنسيق الجهود لاحتواء التصعيد الخطير في قطاع غزة ومحيطه،
في ظل تزايد وتيرة العنف والعمليات العسكرية ضد القطاع،
وما ينطوي عليه الأمر من تبعات على تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
ودعا إلى أهمية تنسيق جهود الأطراف الإقليمية والدولية لحث الأطراف على الوقف الفوري للتصعيد باعتباره الأولوية في الوقت الراهن.
حقناً لدماء الشعب الفلسطيني والمدنيين والنأي كذلك عن استهدافهم وتجنيبهم المزيد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن المواجهات المسلحة.
من جانبه أكد المجلس المصري للشئون الخارجية أن عملية “طوفان الأقصى” هي نتيجة منطقية للوجود الإسرائيلي غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسياساته التي انطوت على تمييز عنصري صارخ،
واغتصاب للأراضي دون حق وزحفٍ استيطاني مجحف، حرم الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية وسط أوضاعٍ معيشية بالغة الصعوبة ليس بوسع إنسانٍ تحمُّلها.
وأعرب عن بالغ استيائه من سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تتبنَّاها الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة،
وموقفها المتخاذل وصمتها إزاء الممارسات الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين ودعمها المطلق لسلطة الاحتلال،
وإعاقة أي جهود تستهدف قبول فلسطين عضوًا كامل العضوية فى منظمة الأمم المتحدة،
الأمر الذي رَسَّخَ الفشل المزمن في الامتثال لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، وحرم الشعب الفلسطيني من أي أفق سياسي جاد لتسوية الصراع الذي طال أمده.
من جانبها طالبت المملكة العربية السعودية بتنفيذ الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس محذرة من مخاطر انفجار الأوضاع
نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.
واتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب،
بجانب تجاهلها لمواقف بعض الدول التي توجه مطالباتها لسلطات الاحتلال بضرورة الالتزام بالقانون الدولي.
من جانبه وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ما يحدث في الأراضي العربية المحتلة لهو دليل على أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار حتى يحصل الفلسطينيون على دولة ذات سيادة،
مضيفًا ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحذر من اتساع نطاق الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل من أنه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وشدد “بوتين” على ضرورة بذل كل الجهود لتهدئة الوضع، مشيرًا إلى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية،
أهملت الولايات المتحدة آليات التسوية في الشرق الأوسط وحاولت استبدال حل المشاكل السياسية بـ”هبات مادية” لسكان الأراضي الفلسطينية.
في سياق متصل طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«وقف فوري» للحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة،
ويرى غوتيريش أن «الوقت حان» لإنهاء «الحلقة المفرغة من إراقة الدماء» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
على النقيض مما يحدث من عربدة صهيونية بحق الفلسطينيين، أعربت دول غربية أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وأوكرانيا،
وكذلك الاتحاد الأوروبي الهجوم المباغت على إسرائيل الذي تنفذه حركة حماس انطلاقا من غزة معربة عن تضامنها مع تل أبيب زاعمين أن الكيان الغاصب من حقه الدفاع عن نفسه.